مثّل بحث فرص إحداث فضاء مشترك للإنتاج الثقافي والإبداعي بين تونس وإسبانيا بهدف تعزيز الدبلوماسية الثقافية والانفتاح أكثر على الثقافات العالمية والترويج للتجربة التونسية والتعريف بالمخزون التراثي والحضاري التونسي والإسباني، محور جلسة جمعت اليوم وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي بسفير إسبانيا بتونس غيارمو أرديزون غارسيا، الذي كان مرفوقا بوفد رفيع المستوى.

وتمّ خلال هذه الجلسة، التي حضرها عدد من إطارات الوزارة، النظر في عدة مشاريع مشتركة على غرار إقامة معرض توثيقي مشترك في تونس يعرّف بتاريخها وأبرز معالمها الأثرية ومواقعها التراثية والسياحية خلال القرن التاسع عشر، فضلا عن بحث سبل تنظيم عدد من الأنشطة الموسيقية الأندلسية وخاصة فنّ « المالوف » باعتباره تراثا ثقافيا مشتركا.

ووفق بلاغ صادر عن الوزارة، ناقش الحاضرون أيضا إمكانية وضع خطّة عمل يتم بمقتضاها ترميم عدد من المعالم الأثرية والمواقع التاريخية والحضارية بالجمهورية التونسية، وتثمينها بهدف إعادة استغلال هذا المخزون في تعزيز السياحة الثقافية والمسالك السياحية.

ونوّهت الوزيرة بالمناسبة بعمق العلاقات التاريخية بين تونس وإسبانيا ومتانتها، مؤكدة حرص الوزارة على مزيد تطوير هذا التعاون. وأشارت إلى أهمية وضع مشروع ثقافي مشترك يساهم في تثمين التراث الوطني والمخزون الحضاري التونسي بجانبيه المادّي وغير المادّي بالاعتماد على التقنيات التكنولوجية الحديثة والصناعات الثقافية والإبداعية التي أصبحت اليوم محرّكا أساسيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وعبّر سفير إسبانيا من جهته عن رغبة بلاده في مزيد دفع العلاقات الثنائية بين البلدين في قطاع الموسيقى والمسرح والسينما والأدب عبر تعزيز الحضور الإسباني في التّظاهرات الثقافية والتراثية والمهرجانات الدولية ومختلف الأنشطة الفكرية والأدبية والتشكيلية، مشيرا إلى أهمية توسيع شبكة التعاون مع بقية المؤسسات الراجعة بالنظر إلى الوزارة.