في فرنسا ،تم إطلاق اسم "شارلو" للإشارة إلى الشخصية التي أداها الممثل الكوميدي الانجليزي الشهير، تشارلي شابلن، على الشاشة منذ سنة 1910. لكن هل كنت على علم بأن من كان وراء التسمية هو منتج اعماله التونسي الأصل ؟ 

هو جاك حايك، منتج أفلام ومنظم عروض شهير، ولد في تونس عام 1893، قبل أن بذهب إلى باريس في سن مبكرة للغاية،حيث حقق نجاحًا باهرًا في مجالي المسرح والسينما خاصة.

فقد كان هو من تولى إدارة ''أولمبيا'' (مسرح الأولمبيا هو قاعة عروض بالعاصمة باريس ويعتبر أقدم مسرح عروض مغطاة في باريس مازال نشاطه قائماً إلى اليوم) من عام 1929 إلى عام 1954 لإنشاء سينما هناك. وكان أيضًا هو من أنشأ Grand Rex في عام 1932.
 

شارك المنتج السينمائي "جاك حايك" في العديد من الأعمال الرائدة وظل دائمًا على صلة بموطنه الأصلي تونس. وبعد وفاته فوضت الشركة التي أنشأها ،فيما بعد، المشعل إلى برونو كوكواتريكس المنتج الموسيقي الفرنسي الشهير ، الذي جعل أولمبيا أحد أهم أماكن الأداء في فرنسا.
 

بعد إصدار هتلر لكتابه الشهير ''كفاحي''، عام 1925, أطلق جاك حايك فلما فرنسيا إسمه "بعد كفاحي .. جرائمي" ،صدر عام 1940 ، قبل غزو ألمانيا النازية لفرنسا.

يظهر الفيلم استيلاء النازيين على السلطة ويهدف إلى محاكمة هتلر. وهو ماجعل الألمان يتتبعون "جاك" لسببين : الأول لأنه يهودي، ولأنه أنتج فيلمًا دعائيًا مناهضًا لهتلر ماجعل المنتج يختبئ لمدة خمسة أشهر في غرفة في تونس.
 

وفي عام 1943 ، قام بمهام دعائية للقوات الفرنسية في جميع أنحاء العالم العربي. في هذه الأثناء ،في باريس ، بحجة "الآرية" (في ظل الاحتلال، كانت جميع إجراءات السلب تهدف إلى نقل ملكية الشركات المملوكة لأشخاص من أصل يهودي إلى أشخاص يعتبرون "آريين".)، صادروا كل شركاته ، وكل مسارحه. لدى عودته سنة 1945، لم يبق منه شيء. ليقضي بقية حياته في محاولة إسترجاع اعماله وقاعاته.