منصور برناوي هو مصارع تونسي فرنسي ولد في تونس في 20 سبتمبر 1992. هاجر الى فرنسا وهو رضيع في عمره 15 يوما. حيث عاش ظروفا صعبة وتقاسم شقة صغيرة صحبة اشقائه الثلاثة ووالدته.  ليصبح فيما بعد بطلا للعالم في اختصاصه.

إن كان لمنصور ما يميز مسيرته الفريدة في عالم الفنون القتالية، فهي من دون شك ارقامه في المقابلات التي لعبها. فخوض 23 مقابلة رسمية و الفوز ب19 منها مقابل خسارة 4 مواجهات بقرارات من الحكام. يعني أن البطل التونسي لم يتعرض طوال مسيرته إلى الخسارة من الضربة القاضية أو عن طريق الاخضاع، وهو ما لا يحدث عادة في مثل هذه الرياضات شديدة التنافس.  
 

البدايات في عالم فنون القتال .. 
 

بدايات منصور برناوي في عالم الرياضة كانت عن طريق الصدفة، عندما استهوته وأصدقائه مشاهدة عروض المصارعة الترفيهية وأفلام الإثارة عبر الشاشات، لتتحول إلى استمتاع بإعادة تجسيد تلك النزالات في حديقة. كان ذلك قبل أن يكتشفهم المدرب عزيز مي، وهو صاحب إحدى قاعات الرياضة في فرنسا، ليأخذ على عاتقه مهمة تأطيرهم وجعلهم يلعبون داخل القاعات، ضمن أنشطة نادي ''فانغوم'' ولتكون تلك الإنطلاقة الحقيقية للبطل التونسي انذاك. 

يتحدث برناوي عن بدايته قائلا: " كنت اجتمع في الحديقة رفقة الأصدقاء، نشتري قفازات ملاكمة رسمية ومن ثم نعيد تجسيد ما شاهدناه من نزالات .. عند انضمامي إلى النادي بدأت في تعلم تقنيات التصارع Grappling .. نتعلم السيطرة، و الإسقاط ، وتجميد اللاعب المنافس في مكانه على الأرض. "

بدأ منصور برناوي في ما بعد تعلم اساسيات الملاكمة الانجليزية ومن ثم المصارعة اليونانية، وهي رياضة تقنية للغاية والنجاح في مثل هذا النوع من الرياضات يتطلب الكثير من الجهد والانضباط ، إلى جانب المهارة والموهبة. بالنسبة لبرناوي 3 أشهر كانت كافية ليشارك في أول مسابقة للهواة، وكانت بالفعل انطلاقته الاولى في هذا المجال ..

 " كانت المشاركة في أول مسابقة بمثابة الحافز الذي دفعني للمواصلة .. لم أكن أعلم أني من الذين لا يرغبون سوى في الفوز ويرفضون الخسارة .. اكتشفت ذلك حينها. في تلك المسابقة خسرت المواجهة، لكني عدت بعد بعضة أشهر وشاركت في المسابقة من جديد، وفزت في كل المواجهات .. حينها قررت خوض مسابقة تضم المحترفين، وتمكنت أيضا من الفوز باللقب وانا لا أزل العب في الفئات العمرية".. تأكدت عندها أني خلقت من أجل ممارسة الفنون القتالية المختلطة MMA .."

كما أنه خاض نزالات في آسيا أين إشتق لقبه الشهير "الأفرو-ساموراي" من مانجا يابانية يحبها. ويبدو أن ذلك يعود لضفائر شعره الكثيرة. كما أن لبرناوي لقب آخر ، وهو TARAZAN كما يشاء للبعض تسميته وارتبطت خاصة بفترة صغره. فقد كان رشيقًا ، يحب التزلج على الألواح والتسلق في كل مكان ، كما مارس أيضاً رياضة الباركور "

تحدي الظروف الصعبة ..

 مع بداية بروز برناوي وتعلقه أكثر بعالم الرياضة والقتال، لم يستطع البطل تحقيق التوازن المطلوب بين واجباته الدراسية ومسيرته الرياضية. كان ذلك أمرا صعبا بالنسبة له .. حيث قرر في النهاية مغادرة قاعات الدرس في سن 18. يقول برناوي : " والدايا لم يكونا على علم بالأمر في ذلك الوقت ..  كنت أخوض حينها مسابقة في فرنسا وكان علي التدرب بكل جدية ، أفوز في المقابلات ثم أذهب للفصل لأنام .. حينها توجه لي المدرس بالقول : بامكانك البقاء في منزلك والنوم هناك .. فقلت حسنا، وذلك ما فعلته في النهاية .. "   

لم يتحصل البرناوي في بداياته حتى على جواز سفر فرنسي، على الرغم من الطلبات العديدة .. لأنه لم يكن ليمنح بسهولة لرضيع حل بفرنسا في سن 15 يومًا ولا يملك في سجله سوى بعض عقود العمل في الخارج منذ سن الرشد، كما أنه كان مقاتلاً محترفًا لمدة ثماني سنوات في بلد لا يعترف بـ MMA في المنافسة  (فرنسا). يقول منصور : "الجميع فرنسيون في عائلتي ، أمي وإخوتي ، ما عدا أنا" 

العالمية .. 

في فيفري من سنة 2019 يتمكن المصارع التونسي الفرنسي منصور برناوي من تحقيق فوز ساحق في نهائي Road FC الخاص بمواجهات الفنون القتالية في سول بكوريا الجنوبية. بعد أن أطاح بالمصارع الروسي شاميل زفيروف قريب المصارع العالمي حبيب نور محمدوف الذي كان متواجدا بالقرب من حلبة المصارعة وسارع لمساعدة قريبه بعد سقوطه على الحلبة مغشيا عليه إثر الضربة القاضية التي تلقاها من منافسه.

وتحصل برناوي إثر هذا الفوز على جائزة مالية تقدر بـ200 ألف دولار، ليخوض النهائي من أجل اللقب العالمي نفس الفترة ضد حامل اللقب الكوري الجنوبي السو كوون، ويتمكن كذلك من التفوق عليه والتتويج بلقب بطولة العالم في MMA. حصل البرناوي مقابل تتويجه على مبلغ 1 مليون دولار .. ويعتبر ذلك نجاحا باهرا.
 
يقول منصور البرناوي في إحدى لقاءاته : " لقد كان تايسون مصدر إلهام حقيقي لي. أشاهد مقاطع الفيديو الخاصة به قبل مغادرتي لأتدرب،كنت أشاهد أفلام الكونغ فو ، والمصارعة ، وقضينا وقتًا ممتعًا مع الأصدقاء من أجل المتعة. كان القتال ممتعًا.

حلم اللعب في بطولة UFC ..
 

بما أن بطولة MMA غير معترف بها حتى الآن في فرنسا، فإن منصور برناوي لا يحمل رياضيا سوى الجنسية التونسية فقط، وهو يفخر بأصوله ويرفع العلم التونسي في كل مناسبة رياضية يخوضها. كما أنه يطمح إلى المضي قدما في مسيرته. 

بهذه الانتصارات وهذه الحقيبة المالية وكل ذلك الأداء المقنع، فهو يريد أن يفتح أبواب بطولة القتال (UFC) ، وهي المنظمة الأمريكية القوية للفنون القتالية المختلطة. حيث يتألق هناك الكاميروني فرانسيس نجانو والنيجيري كامارو عثمان والكونغولي مارك دياكيسي ومقاتلون آخرون يمثلون القارة الأفريقية. قد يكون منصور البرناوي واحداً منهم قريباً.