في غضون أيام، يشد الرياضي التونسي حمزة حمري الرحال إلى السعودية إستعداداً لخوض منافسة أكسنترا التي تنظم يومي 28 و29 جانفي المقبل وجائزتها مليون ريال سعودي.

وهو مشوار صعب يجمع لاعبين من كل أنحاء العالم في رياضة الفنون القتالية المختلطة.. في هذا الحوار يكشف حمزة عن كواليس المشاركة، صعوبة البدايات في تونس والطريق نحو البروز والتألق. 

المسيرة الرياضيّة وتحدّي البدايات الصعبة ..

من مواليد شهر جانفي 1995 في مدينة القيروان , ورغم اهتمامه السابق برياضة كرة القادم إلا أن الشغف برياضات القتال قاد حمزة للتخلي عن الفكرة والانقطاع عن تجربة لم تدم لأكثر من اسبوعين. يقول الرياضي :

" لم تستهويني رياضة كرة القدم فقررت الالتحاق بالجودو، تدربت حتى سن 18 حيث خضت ما يقارب 31 منافسة محترفة، فزت خلالها بـ 22 نزالا".

وكان ذلك قبل اكتشاف رياضة الفنون القتالية المختلطة ليقرر أن يضيفها إلى مسيرته بما أنها إحدى الرياضيات الصعبة التي تحتاج لنوعيات من اللاعبين أصاحب إرادة. فهي مزيج بين كثير من فنون الدفاع عن النفس، وتقنيات ومهارات مختلفة، مما يسمح المقاتلين بالدخول للرياضة بخلفيات مختلفة من فنون القتال: الجودو، التيكوندو، الملاكمة، المصارعة، الجو جيتس، الكاراتية، المواي تاي، وغيرها.

خاض الحمري أول مسابقة له ضمن منافسات رياضة الفنون المختلطة في 2017 بالجزائر في وزن 66 كغ، المعروفة باسم البي إف سي ليكون ذلك تتويجه الأول في الرياضة قبل التعرض لإصابة على مستوى الكتف، لكنه اليوم أمام تحدي أصعب ينتظره في السعودية ضد منافسين على مستوى عالي حيث يواصل التدرب والعمل بجد لإبراز قدراته ودخول المنافسة من بين المرشحين للفوز .

الأهداف والتحّديات .. 

تحدث حمزة الحمري عن ضرورة تحديد أهداف ممارسة الفنون القتالية المختلطة، لتتجاوز مجرد الحصول على لياقة جيدة إلى الرغبة في احترافها، فمن المهم تحديد هدفك النهائي من ممارسة تلك الرياضة حتى تعرف المدى الذي يمكنك الوصول إليه في اللعبة، إلى جانب ما يمكن أن تجنيه ماديّا.

وهو ما يضعه المقاتل التونسي نصب عينيه من خلال تحضيراته الجدية لدخول منافسات اكسنترا في السعودية هذا الشهر. فبالنسبة لرياضي ينفق على تدريباته بمفرده وعلى حسابه الشخصي، ستمثل له جائزة 1 مليون ريال سعودي دافعاً قوياً لتقديم أفضل ما لديه.   

يعلم الرياضي بشكل مُباشر أن التدريب الاحترافي على الفنون القتالية المختلطة يعد التزامًا كبيرًا ويصر على أنه أمر لا يمكن الاستهانة به.فإضافة إلى تتويجه في الجزائر، هو بطل أفريقيا سابقاً في الجودو 2014 و 2016 وبطل أفريقيا في ADCC Grappling 2017 إلى جانب بطولة العالم في الملاكمة في قطر 2020. 

مسيرة تطلبت العديد من التضحيات والتدريبات الخاصة من قبل الرياضي التونسي حمزة الحمري، الذي تحدث عن صعوبة الانطلاق من تونس في رياضة تتطلب جداول تدريب مرهقة ووجبات غذائية قاسية ونفقات من المال الخاص الا أنها الى اليوم غير معترف بها رسمياً في البلد:

" رياضة الفنون القتال المختلطة منتشرة عند الجمهور الرياضي في تونس لكننا نأمل أن تكون لها جامعة رسمية تنظمها، من أجل إحتضان ودعم هذه الرياضة والإحاطة بالرياضيين لتسهيل نشاطهم وسفرهم إلى الخارج لخوض المنافسات. بما يساهم في رفع علم تونس في مختلف المحافل الدولية، وتحقيق المزيد من الإنجازات الرياضية." يتحدث حمزة الحمري مشيراً إلى أنه لا يتم تقديم الدعم المطلوب للاعب في تونس. كما تحدث بشكل خاص عن رفض طلبه للحصول على تأشيرة في أكثر من مناسبة لغياب التنظيم. 

الطموحات حدّها السماء في العام الجديد، خصوصا لدى المقاتل التونسي الذي سيدافع عن حظوظه في المنافسة على لقب إكسنترا في قادم الأيام.

 لكن حلمه الابرز يظل التواجد في بطولة القتال النهائي UFC بميزان 70 كغ، لا من أجل المشاركة فقط بل لرفع حزامها الشهير والبروز مع كوكبة النجوم من المقاتلين المختصين في هذه الرياضة.وهو ما يجعل الكثير من الجهد والتدريب في إنتظار حمزة الحمري للمضي قدماً في مسيرته الرياضية وتشريف الراية التونسية في مثل هذه التظاهرات.