يحلم الكثير من الشباب بالهجرة إلى هناك "ما وراء البحار " بعيداً حيث يمكنهم العيش "بكرامة "، هناك حيث تبدأ رحلة مثيرة وشيقة يمكنهم خلالها تحقيق ما لا يستطيعون تحقيقه في وطنهم ، الوطن الثري المعطاء الذي لم يتمعنوا فيه وفي خيراته ولم يحاولوا اعطاءه القليل ليعطيهم الكثير .

في المقابل يترك البعض تلك "الجنة" التي يحلم بها البعض الأخر ليلاً نهاراً ويجتهدون في خلق السبل للوصول إليها التي ربما لو بذلوا نصف ذلك المجهود في وطنهم لا نالوا تلك "الجنة" المنشودة ، يتركون البيئة المهيأة و رغد العيش ويهربون نحو جذورهم لينبتوا من جديد.

كريمة البدوي أحد هؤلاء ، كريمة ذات جنسية مزدوجة لأم بلجيكيا وأب تونسي أصيل ولاية المهدية ، قررت الرجوع إلى مسقط رأس أبيها تركت علامة المال والأعمال والتجأت للفلاحة إلى أرض أبيها التي تغطي 44 هكتاراً من الأراضي الخصبة لتحولها إلى حقول من الزيتون ولوز.

 أراضي و حقول ثم ...؟

كريمة لم تكتفي بزراعة أشجار اللوز والزيتون بل طورت فكرتها نحو إنشاء معصرة وفق أحدث المواصفات وطورت من عمليات الجمع، الخزن، التحويل، التعبئة والتغليف ثم التسويق.

"شربان " هي أحد علامتها التجارية وهي ترمز إلى مسقط رأس أبيها بالمهدية ، بالإضافة إلى Evian أو Vittel أو Baccarat أو Camembert أو حتى Champagne على أسماء قراها ومدنها في بلجيكيا ، لم تتوقف كريمة عند إنتاج زيت الزيتون البيولوجي الذي حصد عدة جوائز عالمية ،بل اتجهت نحو إنتاج زيت اللوز بإعتبار أن قرية شربان هي أهم القرى التي تنتج اللوز في تونس .

من إنتاج الزيوت البيولوجية إلى عالم السياحة ...

لم تتوقف أحلام كريمة البدوي عند مشروعها الأول فتونس جعلتها تحلم أكثر فاكثر بل لجأت إلى عالم السياحة حيث تعمل على إنشاء مشروع سياحي ضخم في مدينتها وفقا معايير وتقنيات ايكولوجية ضخمة.

لا شيئ مستحيل..

كريمة لم تصغي إلى كل ما يقال عن بلدها لم تتحجج بضعف الإدارة وعراقيلها ، لم تلعن اليوم الذي جائ فيه إلى تونس كريمة أمنت أنها بإمكانها أن تحقق حلمها رغم إختلاف ثقافتها وطريقة نشأتها فالمقابل يعمد الكثير من الشباب العاطلين التحجج بعدم توفير الدولة مواطن الشغل فيما يمكنه أن يشتغل دون الحاجة إلى دولته.