"عبد العزيز العروي الحكاء الذي لا يشبه إلا نفسه" كتاب جديد أعده الأستاذ وناس معلى (المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بتطاوين) وتم تقديمه وتوقيعه إلى جانب مجموعة من الإصدارات الجديدة لمعهد الشارقة للتراث بمناسبة الدورة الحادية والعشرين التي اختتمت فعالياتها منذ أيام وعرفت مشاركة تونسية متنوعة مثلها كل من وفاء المزغني ومحمد الجويلي ووناس معلى وهشام الدرويش ونجيب الخروبي.

هذا الإصدار يأتي في إطار الاحتفاء بالشخصية الاعتبارية للملتقى وهو عبد العزيز العروي الكاتب والصحفي والراوي التونسي الذي ذاع صيته في تونس والعالم العربي لما عرف به من تميز في تقديم الحكايات الشعبية التونسية منذ ثلاثينات القرن الماضي.

ومثل محتوى هذا الكتاب محور إحدى المداخلات التي قدمها الكاتب في جلسة أدارتها الدكتورة وفاء ثابت المزغني وجاءت تحت عنوان عبد العزيز العروي (الشخصية الاعتبارية) رائد الحكاية الشعبية في تونس. وقد جاء الكتاب موزعا على عدة أقسام وهي "الولادة والنشأة" و"العروي وحركية المجتمع التونسي في ثلاثينات القرن العشرين" و"الصحافة المكتوبة والإذاعة : حكاية عشق" و"العروي والمسألة الوطنية " و"العروي الحكاء". وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء تحدثت المزغني، وهي أستاذة جامعية ومدربة على الكتابة للأطفال واليافعين وحكواتية، وأشرفت لثلاث سنوات متتالية (2017 و2018 و2019) على البرمجة الخاصة بالأطفال في معرض تونس الدولي للكتاب، عن هذه الجلسة وعن مشاركتها في جلسة أخرى بعنوان قصص الحيوان في التراث العربي، ترأسها المصري إيهاب الملاح وقدمت خلالها مداخلة بعنوان "صورة الحيوان في حكايات الأطفال (التراث التونسي نموذجا).

وأوضحت لـ"وات" أنها تناولت في مداخلتها صورة الحيوان في قصص الأطفال من حيث التمثلات والرمزية، وتعرضت إلى عدد من الحكايات الشعبية في قصص الأطفال. وأشارت إلى أنها اعتمدت مقاربة ذات تحليل سيميائي فسرت من خلالها الرموز والصورة التي تعكسها هذه الحيوانات في ذهن الطفل. كما استحضرت بعض الدراسات لأعمال الكاتبين "جيرار ديبون" و"فرانز كافكا" حول الحيوانات وتقسيمها وأنواعها واستعمال كل منها في القصص ورمزيتها.

وبخصوص الجلسة التي ترأستها أشارت المزغني إلى أنها كانت مناسبة تابع خلالها ضيوف الملتقى مداخلة للباحث التونسي الدكتور محمد الجويلي الأستاذ في كلية الآداب في جامعة منوبة، حملت عنوان "عبد العزيز العروي روائيا وحكاء بين المخيلة والكونية" واعتمد فيها مقاربة بين قصص الأديب الفرنسي "جان دي لافونتين" وقصص عبد العزيز العروي .

وركّز على إحدى قصص لافونتين المتعلقة بكتمان السرّ لدى المرأة مشيرا إلى أن هذه المسألة تمثل إحدى نقاط التشابه مع إحدى حكايات عبد العزيز العروي وهو ما يؤكد وجود تشابه كبير بين الحكايات الشعبية والقصص العالمية. وشارك في الدورة 21 لهذا الملتقى أيضا الحكاء التونسي هشام درويش الذي يشغل حاليا منصب مدير المركز الوطني للاتصال الثقافي، وقد كانت مشاركته عن بعد قدم خلالها حكاية "الممحاة والقلم"، كما شارك في الملتقى الفنان والخطاط والحكاء نجيب الخروبي من خلال تنشيط مجموعة من الورشات للأطفال. وشاركت أيضا السيدة حياة القرمازي باسم المنظمة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو". وقد شهد الملتقى الذي أقيم من 22 إلى 30 سبتمبر مشاركة حكائين وباحثين ومختصين في التراث يمثلون 38 بلدا.