
المدينة المنورة :الحلويات التونسية تعبر الحدود نحو العالمية
تحظى تونس بمورث ثقافي غذائي ثري جدا يختلف من مدينة إلى أخرى ، لكنه واحد متنوع و مختلف ينقسم بين حلو و آخر مالح يتميز عن غيره من البلدان العربية من حيث طريقة الإعداد و المكونات و الأسماء. نجد في الحلو أنواعا يختلف بعضها عن بعض عديدة و لا متناهية لكنها تشترك في نقاط ، الحلو التونسي ترتكز طريقة إعداده على بهارات خاصة على غرار ماء الورد ، ماء الزهر و العطرشية و النسري و هي مكونات أساسية لتحضير الحلو التونسي تقوم النساء بتقطيرها بالطريقة التقليدية عن طريق "القطار العربي " و في موسم جنييها و الذي يكون عادة في فصل الربيع أين تزهر الثمار و الأشجار لتعطي هذه المكونات التي لا يخلو منها أي بيت تونسي.
نجد كعك الورقة و هو من بين الحلوى التي تشتهر بيها منطقة في الشمال التونسي "زغوان" و مقترن أشد الإقتران في إعداده بماء النسري، نجد البقلاوة بأنواعها و هي ليس حكرا على ولاية معينة بل تختلف طريقة إعدادها من ولاية إلى أخرى و تقول روايات أنها تركية الأصل ، هذه الحلوى لا تغيب عن أي مناسبة تونسية أعراس ، تخرج ، نجاح ، عمل ، كأنها من بين ملزمات إتمام الفرح منها بقلاوة الباي بقلاوة الوز و تختلف الأنواع و تتنوع .. تطول القامة في الحلو التونسي فنجد "الملبس" وهو تابع لمدينة صفاقس ، المقروض في مدينة القيروان ، الغريبة ، الصمصة ، اليويو ، الزوزة ، الصابلي وذنين القاضي و أنواع عديدة.. كانت هذه الحلويات تصنع في المنزل في الأعياد و المناسبات و حتى للإستهلاك اليومي لكن مع مرور الوقت و إنشغال النساء في العمل أصبح من الصعب إيجاد الوقت لصنعه وأصبح يباع جاهزا في المحلات المخصصة لذلك.
هذه المحلات أصبحت "المنقذ" دون تعب دون مشقة دون عناء تجد ما تشتهي الأنفس و الأعين ، و مع زيادة الطلب تزايدت المحلات و إختلفت الأسماء و الإجتهادات في الإعداد و أخذ الحلو التونسي صدى كبيرا لما يتمتع به من مذاق طيب بين الدول في العالم و مع حاجة السوق أصبحت هناك مصانع لصنع الحلو محلية و كذلك عالمية ، هذه المحلات لم تعد حكرا على تونس بل توسعت لتجتاز الحدود نحو العالمية لتعريف بالمورث التونسي و أصبحت ذات إشعاع في الخارج و تلقى رواجا على غرار مدام مصمودي التي قامت بإفتتاح محلات في عدة دول لعل آخرها بالمدينة المنورة لتساهم في التسويق لتونس و لما تحظى به من تنوع في هذا المجال.