تونسي ينجح في خوض  رحلة بريّة من اقصى شمال افريقيا إلى أقصى جنوبها

تونسي ينجح في خوض رحلة بريّة من اقصى شمال افريقيا إلى أقصى جنوبها

ALLOBLEDIالثلاثاء 2 نوفمبر 2021 - 11:41

مهدي بلحاج شاب تونسي إختار أن يخوض تجربة مختلفة عما يخطر ببال بعض أبناء جيله عادة ، تجربة صعبة ،ممتعة ، وخطيرة في نفس الوقت ، إختار مهدي أن يجوب القارة الافريقية من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها ، غير مبال بصعوبتها ولا بمفاجأتها.

خيمة ...حقيبة ... ومبلغ مالي زهيد 

كان زاد مهدي قليل حين قرر أن ينطلق نحو رحلة مجهولة النهاية بين ثنايا يسودها الضباب ، حمل حقيبته وخيمته و مبلغه المالي الذي ربما لن يؤمنه طيلة الرحلة ، وإنطلق مهدي كما قال " احلام كبيرة في راسي وطريق طويلة قدّامي ...28 دولة "

28 دولة على مهدي أن يتجاوزها، فكانت الانطلاقة من راس انجلة بتونس أقصى نقطة في شمال إفريقيا تابعة لولاية بنزرت ، لتكون نقطة إنتهاء الرحلة في أقصى نقطة من جنوب إفريقيا وهي راس الأبر ليستطيع مهدي تحقيق حلمه بوصوله لهذه النقطة

بدأت الرحلة ...

إنطلاق مهدي بلحاج من تونس نحو وجهته الاولى يوم 09 أوت 2018 تاركا وراءه كل شيء عائلة ،وطنه وحزمة من أحلامه التي لم توازن الكفة مع حلمه هذا ، إنطلاق مهدي مقتنعا بأن طريقه لن يكون ورديا وأن المصاعب لامحالة منها .

 

بالفعل لم تكن سهلة ولم يكن الطريق وردي عانى مهدي الأمرين أمراض ، حمى ، جوع ، دون مأوى يقيه حر الصيف وبرد الشتاء ، تعرض للسرقة والسجن وأصيب 10 مرات بالتفويد، كما أصيب بالملاريا وكان ينجو في كل مرة أملا منه في إستكمال رحلته والوصول إلى هدفه المنشود .

 

الوجه الجميل من الرحلة ...

دون مهدي في صفحته على فيسبوك سطورا جميلة وصفة خلالها لحظات جميلة خلال خوضه لرحلته  قال مهدي" نجمش ننسى القراصنة الي هربوني للكاميرون ..ما نجمش ننسى الضحك .. الفلاح الي خدّمني معاه في غانا... و ما نجمش ننسى المساجين في نيجيريا الي مارقدوش الليل يعسّو عليّا و ما نجمش ننسى وقفة التوانسة و اللبنانيين معايا وقت تخطفت في الكونغو الديمقراطية

ما نجمش ننسى صوت النار على ضو النجوم او القمرة.... ريحة المطر و صوتها على الخيمة ... ما نجمش ننسى كل ضحكة من القلب ... كل شطحة تحت المطر ... كل كسرة خبز وقت الجوع قسمتها"

دروس ..

رحلة مهدي التي دامت 3 سنوات لم تمر مرور الكرام بل كانت محملة بالدروس ... دروس في الحياة مع كل نقطة توقف عندها الكرم ..العقيدة ..الصبر ..الطبيعة أم الأوطان ..السّحر تجارة المفلسين ..الحياة رحلة...الموت حياة ..وربما دروس لن يستطيع روايتها كونها لا تفسر بل يمكن الشعور بها فقط .

النهاية ...

وبعد ثلاث سنوات قضاها مهدي بلحاج يجوب بلدان أفريقيا وادغالها وغاباتها وشعوبها وثقافتها المختلفة ...تمكن مهدي أن يحقق حلمه بالوصول إلى اخر نقطة في رحلته في أقصى نقطة في جنوب إفريقيا راس الابر .

مغامرة صعبة و جميلة تطلب الكثير من الصبر والمثابرة والجدية والتمسك خاضها شاب تونسي طموح ومؤمن بنفسه وطاقاته وقدراته خرج عن المعهود واليومي الممل والاطار الذي يفرضه المجتمع على الشباب فالبعض يقرر أن يؤمن بأحلامه ويكسر القيود المفروضة و الأخر يمتثل ويخضع وتظل الأحلام " المجنونة" في مخيلته حتى نهاية حياته دون أن يلمسها أمامه

فاطمة الهمامي 



مقالات مشابهة